01 Apr
01Apr

يتردد الآن وبشكل متزايد خلال الفترة الأخيرة مصطلح الجيل الخامس من الاتصالات 5G, فالشركات المطورة للهواتف الذكية تتسابق لتوفير هواتف تدعم الجيل الجديد بينما تسارع الشركات المقدمة لخدمات الاتصالات في تثبيت بنيتها لتوفير الخدمة في أسرع وقت. فلماذا كل هذه الضجة؟ وما هو الجيل الخامس 5G في الأساس؟ وما الفارق بينه وبين الجيل الرابع؟ اسئلة كثيرة تتردد في أذهان المستخدمين سنجيب عليها في حديثنا اليوم عن الجيل الخامس للاتصالات 5G.


كيف يعمل 5G ؟

قسم معيار 5G عمل الجيل الجديد إلى قسمين، القسم الأول يعتمد على التقنيات والترددات المستخدمة في الأجيال السابقة، أما القسم الثاني فهو الاعتماد على موجات جديدة بصورة مستقلة. ولفهم طريقة العمل بصورة أكبر يجب أن نشرح كيفية عمل شبكات الاتصالات بشكل عام.

تعتمد الاتصالات اللاسلكية على طيف من الموجات بتردد يبدأ من 300 ميجاهيرتز إلى 100 جيجاهيرتز، وتنقسم تلك الموجات إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهم الطيف منخفض التردد، الطيف متوسط التردد والطيف عالي التردد.

الطيف منخفض التردد هو الطيف الذي تكون موجاته تحت تردد 800 ميجاهيرتز، ويمتاز هذا الطيف من الموجات بتغطيته الواسعة أكثر من الأقسام الأخرى نتيجة العلاقة العكسية بين تردد الموجة وطولها ما يجعله الأفضل في تغطية مساحات واسعة من خلال عدد قليل من الأجهزة. وفي المقابل، موجات هذا النطاق هي الأقل من حيث قدرتها على نقل البيانات وتوفير سرعات إنترنت عالية حيث يمكنه نقل سرعات إنترنت تصل بأقصى حد إلى 100 ميجابت/ الثانية فقط.


الطيف متوسط التردد هو الطيف التي تكون موجاته بين 800 ميجاهيرتز و 2 جيجاهيرتز وهو الطيف المستخدم في تشغيل الجيل الرابع للاتصالات 4G وتصل سرعات الإنترنت فيه إلى 1 جيجابت/ ثانية مع تميزه أيضا بسرعة استجابة أعلى من الجيل السابق. ويعتبر هذا الطيف هو المفضل لدى الشركات المزودة لخدمات الاتصالات حيث يقدم توازن بين سرعة الاتصال ومدى المناطق التي يمكن تغطيتها.


الطيف المتوسط (تحت تردد 6 جيجاهيرتز)، هذا الطيف من الأمواج لم يتم استخدامه بعد في شبكات الاتصالات نظرا لقصر طول موجاته ما سيكلف الشركات عدد أكبر من المعدات لتوفير الاتصال به. اقتصر استخدام هذا الطيف على أجهزة WIFI المستخدمة في المتازل،المكاتب والشركات وبعض الأماكن العامة لتشغيل الإنترنت فقط وليس في خدمات الإتصالات بشكل عام.


الطيف عالي التردد أو mmWave وهو طيف من الأمواج لم يستخدم بعد في عمليات الاتصال بشكل تجاري أي لم تعتمد عليه أي شركة اتصالات تجارية في توفير خدمتها للمستخدمين. ومما هو واضح من اسم هذا القسم من الطيف الموجات فهو يتميز بترددات عالية تبدأ من 6 جيجاهيرتز وتصل إلى 100 جيجاهيرتز وهو سيكون مستقبل الإتصالات خلال السنوات القادمة نظرا لقدرته على توفير سرعات أعلى من أي طيف آخر. تكمن مشكل أساسية في استخدام هذا اطيف وهي قصر الطول الموجي ما يعنى انخفاض قدرة تلك الموجات فى تغطية مساحات واسعة والذى سيتطلب توفير عدد كبير من الأجهزة لتغطية مستمرة.

ما الفائدة من الجيل الخامس للاتصالات؟

قد يتسائل البعض عن فائدة 5G فنحن نتمتع حاليا بسرعات عالية في 4G كافية للقيام بكل ما نتمناه بسهولة وسرعة عالية، ولكن في الحقيقة الاعتماد على 5G سيغير العالم بشكل كامل وليس فقط مجال الاتصالات. أولا أنواع الأجهزة التي سيدعهما 5G ستفوق كل الأجيال السابقة فالجيل الخامس من المنتظر أن يكون مدعوم من الهواتف الذكية، أجهزة الحاسب المكتبي والمحمول لتوفير سرعات إنترنت أعلى قد لا نحتاجها حاليا ولكن خلال الفترة المقبلة سيزداد الطلب عليها خاصة مع تحويل العديد من الخدمات كالبث التليفزيوني أو ألعاب الفيديو إلى خدمات عبر الإنترنت. السيارات أيضا ستدعم 5G من أجل توصيلها بالإنترنت، ببعضها البعض وبالوحدات المرورية لتكوين شبكة كاملة تظهر التكدسات المرورية، الأعطال وحتى مكان السيارة في حالة سرقتها. الأجهزة المنزلية ستحظى هي الأخرى بنصيب من هذا التطور فبدلا من اعتمادها على HUB أو Home Assistant متصل بجهاز router ثم الإنترنت ستتصل تلك الأجهزة مباشرة مع شبكات الجيل الخامس.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة